تعتبر معرفة كيفية السعي بين الصفا والمروة ركنًا أساسيًا من أركان العمرة والحج، وهو تذكير بذكرى هاجر عليها السلام وسعيها بحثًا عن الماء لابنها إسماعيل. السعي هو عبادة عظيمة الأجر، وتمثل تجسيدًا للإيمان بالله والتوكل عليه، ويتوجب على كل حاج ومعتمر معرفة أحكامها وآدابها.
أهمية السعي بين الصفا والمروة وفضله
السعي بين الصفا والمروة ليس مجرد طقس ديني، بل هو تعبير عن التسليم لأمر الله والاقتداء بسنة الأنبياء. يرمز هذا السعي إلى الثقة المطلقة في قدرة الله على تيسير الأمور وقضاء الحاجات، حتى في أصعب الظروف.
غفران الذنوب: يُعد السعي بين الصفا والمروة سببًا في مغفرة الذنوب وتكفير السيئات. رفع الدرجات: يرفع الله به درجات العبد في الجنة. الاقتداء بالأنبياء: هو اقتداء بسنة النبي إبراهيم وزوجته هاجر عليهما السلام. تذكير بالتوكل: يذكرنا بأهمية التوكل على الله في جميع الأمور.
كيفية أداء السعي بين الصفا والمروة بشكل صحيح
يتطلب أداء السعي بين الصفا والمروة اتباع خطوات محددة لضمان صحة العبادة وقبولها. فيما يلي شرح مفصل لهذه الخطوات:
- النية: يبدأ السعي بالنية الخالصة لله تعالى، بأن ينوي الحاج أو المعتمر السعي بين الصفا والمروة.
- الصعود إلى الصفا: يتوجه الحاج أو المعتمر إلى جبل الصفا، وهو أول محطات السعي.
- استقبال القبلة: يصعد إلى جبل الصفا ويستقبل القبلة ويرفع يديه ويدعو بما تيسر له من الدعاء.
- التوجه إلى المروة: بعد الدعاء، يتوجه الحاج أو المعتمر إلى جبل المروة.
- المشي بين العلمين الأخضرين: عند الوصول إلى المنطقة الواقعة بين العلمين الأخضرين، يسرع الرجال في المشي، بينما تمشي النساء بشكل طبيعي.
- الصعود إلى المروة: يصعد الحاج أو المعتمر إلى جبل المروة ويدعو كما دعا على الصفا.
- تكرار السعي: يكرر الحاج أو المعتمر السعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط، يبدأ بالصفا وينتهي بالمروة.
شروط صحة السعي بين الصفا والمروة
لصحة السعي بين الصفا والمروة، يجب توافر بعض الشروط الأساسية:
الإسلام: يجب أن يكون الحاج أو المعتمر مسلمًا. الإحرام: يجب أن يكون الحاج أو المعتمر محرمًا بالحج أو العمرة. النية: يجب أن تكون النية خالصة لله تعالى. الموالاة: يجب أن يكون السعي متواليًا، أي لا يفصل بين الأشواط فاصل طويل. الترتيب: يجب البدء بالصفا والانتهاء بالمروة. الاستطاعة: يجب أن يكون الحاج أو المعتمر قادرًا على السعي بنفسه أو بمساعدة غيره.
أحكام ومسائل فقهية متعلقة بالسعي
هناك بعض الأحكام والمسائل الفقهية التي يجب على الحاج أو المعتمر معرفتها قبل أداء السعي:
هل يجوز الركوب في السعي؟ يجوز الركوب في السعي للعاجز أو المريض، ولا حرج في ذلك. هل يجوز السعي عن الغير؟ يجوز السعي عن الغير في حالة العجز أو المرض. ماذا يفعل من نسي شوطًا من السعي؟ يجب عليه أن يعود ويكمل الشوط الناقص. ماذا يفعل من شك في عدد الأشواط؟ يبني على الأقل ويأتي بما تيقن منه. هل يجوز قطع السعي؟ لا يجوز قطع السعي إلا لضرورة، وإذا قطعه وجب عليه استئنافه.
آداب السعي بين الصفا والمروة
بالإضافة إلى الشروط والأحكام، هناك بعض الآداب التي يستحب للحاج أو المعتمر مراعاتها أثناء السعي:
الخشوع والتدبر: يستحب الخشوع والتدبر في معاني السعي وعظمته. الدعاء والاستغفار: يستحب الدعاء والاستغفار أثناء السعي. عدم المزاحمة: يستحب عدم مزاحمة الآخرين والتيسير عليهم. خفض الصوت: يستحب خفض الصوت وعدم رفع الصوت بالصخب. الاستعانة بالله: يستحب الاستعانة بالله والتضرع إليه. التوبة: التوبة إلى الله من جميع الذنوب والمعاصي. الإحسان إلى الآخرين: الإحسان إلى الآخرين ومساعدتهم. النظافة: المحافظة على نظافة المكان.
السعي بين الصفا والمروة: دروس وعبر
السعي بين الصفا والمروة يحمل في طياته دروسًا وعبرًا عظيمة، منها:
الدرس الأول: التوكل على الله والثقة به في جميع الأمور. الدرس الثاني: الصبر والثبات على الحق. الدرس الثالث: عدم اليأس والقنوط. الدرس الرابع: العمل بالأسباب مع التوكل على الله. الدرس الخامس: المساواة بين الناس.
- الدرس السادس: التضحية والإيثار.
السعي بين الصفا والمروة: تجديد الإيمان
إن كيفية السعي بين الصفا والمروة الصحيحة ليست مجرد أداء لحركات معينة، بل هي تجديد للإيمان وتعميق للصلة بالله.
مصادر ومراجع إضافية
الخلاصة: السعي بين الصفا والمروة عبادة عظيمة
في الختام، فإن السعي بين الصفا والمروة عبادة عظيمة الأجر، وهي ركن أساسي من أركان العمرة والحج. يجب على كل حاج ومعتمر أن يتعلم كيفية السعي بين الصفا والمروة بشكل صحيح، وأن يراعي شروطها وآدابها، وأن يستحضر النية الخالصة لله تعالى. نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يجعلنا من الفائزين برضوانه. تذكروا دائمًا أن السعي هو تذكير بالتوكل على الله في كل حين.
ندعوكم إلى مشاركة هذا المقال مع الآخرين لتعميم الفائدة.







