تعتبر كيفية العمره من الأمور التي تشغل بال الكثيرين الراغبين في زيارة بيت الله الحرام وأداء هذه العبادة العظيمة، فهي رحلة إيمانية مباركة تتطلب معرفة بالإجراءات والسنن الصحيحة. في هذا المقال، سنقدم لكم شرحاً تفصيلياً ومبسطاً لخطوات العمره، بدءاً من الإحرام وصولاً إلى التحلل، مع مراعاة الآداب والسنن المستحبة.
الإحرام للعمره: النية والميقات
الإحرام هو أول أركان العمره، وهو النية للدخول في النسك. يجب أن يكون الحاج أو المعتمر في حالة طهارة قبل الإحرام. يبدأ الإحرام من أحد المواقيت المكانية المحددة شرعاً، والتي تختلف حسب جهة قدوم الحاج أو المعتمر.
ذو الحليفة (أبيار علي): لأهل المدينة المنورة ومن يمر بها. الجحفة (رابغ): لأهل الشام ومصر والمغرب ومن يمر بها. قرن المنازل (السيل الكبير): لأهل نجد ومن يمر بها. يلملم (السعدية): لأهل اليمن والهند والصين ومن يمر بها. ذات عرق: لأهل العراق ومن يمر بها.
عند الوصول إلى الميقات، يجب على الرجل الاغتسال أو الوضوء، ثم التجرد من المخيط (الملابس العادية) وارتداء ثوبي الإحرام (الإزار والرداء). أما المرأة، فتغتسل أو تتوضأ وترتدي ملابسها العادية الساترة، مع تجنب الزينة والطيب. بعد ذلك، ينوي الحاج أو المعتمر أداء العمره قائلاً: “لبيك عمرة”.
محظورات الإحرام
خلال فترة الإحرام، يحرم على الحاج أو المعتمر القيام ببعض الأمور، منها:
قص الشعر أو الأظافر. استعمال الطيب. قتل الصيد. عقد النكاح. مباشرة النساء. لبس المخيط للرجال.
الطواف حول الكعبة المشرفة
بعد الإحرام، يتوجه الحاج أو المعتمر إلى المسجد الحرام لأداء الطواف. يبدأ الطواف من الحجر الأسود، ويستحب استلامه وتقبيله إن أمكن، وإلا فيشار إليه باليد اليمنى مع التكبير. يدور الحاج أو المعتمر حول الكعبة سبعة أشواط، بحيث تكون الكعبة على يساره.
خلال الطواف، يستحب للمعتمر أن يدعو ويذكر الله بما تيسر له. وعند الوصول إلى الركن اليماني، يستحب استلامه، فإن لم يتمكن فيمر به ولا يشير إليه. بين الركن اليماني والحجر الأسود، يستحب أن يقول: “ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار”.
بعد الانتهاء من الطواف، يصلي الحاج أو المعتمر ركعتين خلف مقام إبراهيم عليه السلام، إن تيسر ذلك، وإلا في أي مكان في المسجد الحرام. يستحب أن يقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة سورة الكافرون، وفي الركعة الثانية بعد الفاتحة سورة الإخلاص.
السعي بين الصفا والمروة
السعي هو الركن الثالث من أركان العمره. يبدأ السعي من الصفا وينتهي بالمروة، ويشترط أن يكون بعد الطواف. يصعد الحاج أو المعتمر على الصفا ويستقبل القبلة، ويدعو بما تيسر له. ثم ينزل ويسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط، محسوبة الشوطة من الصفا إلى المروة شوطاً، ومن المروة إلى الصفا شوطاً آخر.
يسرع الحاج أو المعتمر بين العلمين الأخضرين في المسعى، وذلك تذكراً لسعي هاجر عليها السلام بحثاً عن الماء لابنها إسماعيل عليه السلام. أما النساء وكبار السن، فيمشون بشكل طبيعي دون إسراع. خلال السعي، يستحب الدعاء والذكر والتضرع إلى الله تعالى.
الحلق أو التقصير والتحلل من الإحرام
بعد الانتهاء من السعي، يقوم الرجل بحلق شعر رأسه أو تقصيره، والحلق أفضل. أما المرأة، فتقصر من شعرها قدر أنملة (حوالي 2 سم). بالحلق أو التقصير، يتحلل الحاج أو المعتمر من الإحرام، ويحل له كل ما كان محرماً عليه أثناء الإحرام. وبذلك تكون العمره قد اكتملت.
كيفية اداء العمره للمرأة
تختلف كيفية اداء العمره للمرأة قليلاً عن الرجل. فبالنسبة للإحرام، ترتدي المرأة ملابسها العادية الساترة وتتجنب الزينة والطيب. أما خلال الطواف والسعي، فتفعل كما يفعل الرجل، إلا أنها لا تسرع بين العلمين الأخضرين في المسعى. وعند التحلل، تقصر من شعرها قدر أنملة.
نصائح هامة لأداء العمره بيسر وسهولة
الاستعداد البدني والذهني قبل السفر، وذلك بالتدريب على المشي وتناول الأطعمة الصحية. معرفة مناسك العمره وأحكامها الشرعية قبل السفر. اصطحاب الأدوية اللازمة والأدوات الشخصية الضرورية. شرب كميات كافية من الماء لتجنب الجفاف. تجنب الزحام قدر الإمكان، واختيار الأوقات المناسبة للطواف والسعي. التحلي بالصبر والأخلاق الحسنة، وتجنب الجدال والمشاحنات. الدعاء والإكثار من ذكر الله تعالى خلال أداء المناسك. الاستعانة بالمرشدين الدينيين الموثوقين عند الحاجة. الالتزام بتعليمات الأمن والسلامة الصادرة من الجهات المختصة.
أخطاء شائعة في العمره يجب تجنبها
الإحرام قبل الوصول إلى الميقات. عدم الطهارة عند الإحرام. ترك ركن من أركان العمره. مخالفة محظورات الإحرام. التدافع والتزاحم أثناء الطواف والسعي. رفع الصوت بالدعاء بشكل مزعج للآخرين. التصوير داخل المسجد الحرام بدون ضرورة. إيذاء الآخرين بأي شكل من الأشكال.
كيفية أداء عمرة صحيحة تتطلب تجنب هذه الأخطاء والالتزام بالسنن والآداب.
مصادر ومراجع إضافية
الخلاصة: عودة إلى الطهر والنقاء
إن كيفية العمره سهلة وميسرة لمن اتقى الله واتبع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم. العمره هي فرصة عظيمة لتجديد الإيمان، والتوبة إلى الله، والعودة إلى الطهر والنقاء. نسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يرزقنا زيارة بيته الحرام مرات عديدة. خطط لرحلتك القادمة الآن واستعد لأداء العمره بخشوع وإيمان.







