إن معرفة كيفية صلاة الاستخارة ووقتها أمر بالغ الأهمية لكل مسلم يواجه قرارًا مصيريًا أو يطلب التوفيق في أمر ما. فالاستخارة هي طلب الخير من الله عز وجل، وتوكل عليه في اختيار الأصلح والأفضل. هذه الصلاة سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، يلجأ إليها المسلم عندما يتردد في أمر ما ولا يعرف وجه الصواب فيه.
الاستخارة ليست مجرد صلاة، بل هي دعاء وتضرع إلى الله بأن ييسر له الخير ويبعد عنه الشر. وهي دليل على إيمان العبد بقضاء الله وقدره، وتسليم أمره إليه. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل كيفية أداء صلاة الاستخارة ووقتها المناسب، بالإضافة إلى الأدعية المستحبة والشروط اللازمة لقبولها.
ما هي صلاة الاستخارة؟
صلاة الاستخارة هي صلاة نفل يؤديها المسلم عندما يتردد في أمر من أمور حياته، سواء كان ذلك الأمر يتعلق بالزواج، أو العمل، أو السفر، أو غيرها من الأمور. يلجأ المسلم إلى الله تعالى ليطلب منه أن يهديه إلى الخير ويريحه إلى الصواب. وتعتبر الاستخارة من الأدوات الهامة التي تساعد المسلم على اتخاذ القرارات الصحيحة والمناسبة.
الهدف من الاستخارة ليس بالضرورة أن يرى المسلم رؤيا في المنام أو أن يسمع صوتًا يخبره بالصواب، بل هي شعور بالراحة والطمأنينة تجاه أحد الخيارين، وتيسير الأمور في اتجاه معين. فإذا شعر المسلم براحة نفسية تجاه أمر ما بعد الاستخارة، فإنه يميل إليه ويتوكل على الله فيه.
كيفية أداء صلاة الاستخارة خطوة بخطوة
لأداء صلاة الاستخارة بشكل صحيح، يجب اتباع الخطوات التالية:
- النية: قبل البدء في الصلاة، يجب على المسلم أن ينوي الاستخارة في الأمر الذي يتردد فيه.
- الوضوء: يتوضأ المسلم وضوءًا كاملاً كما يتوضأ للصلاة العادية.
- صلاة ركعتين: يصلي المسلم ركعتين من غير الفريضة، يقرأ فيهما ما تيسر من القرآن الكريم. يستحب أن يقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة سورة الكافرون، وفي الركعة الثانية بعد الفاتحة سورة الإخلاص.
- الدعاء: بعد الانتهاء من الصلاة، يرفع المسلم يديه ويدعو بدعاء الاستخارة المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- التوكل على الله: بعد الدعاء، يتوكل المسلم على الله ويسعى في الأمر الذي استخار فيه، مع الأخذ بالأسباب المشروعة.
دعاء الاستخارة هو: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ -يسمي حاجته- خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي -أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ- فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي -أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ- فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أَرْضِنِي بِهِ”.
وقت صلاة الاستخارة: متى يفضل أداؤها؟
لا يوجد وقت محدد لصلاة الاستخارة، فيمكن للمسلم أن يصليها في أي وقت من النهار أو الليل، إلا في أوقات النهي عن الصلاة، وهي:
بعد صلاة الفجر حتى ترتفع الشمس قيد رمح. عند استواء الشمس في وسط السماء حتى تزول. بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس.
ومع ذلك، يفضل أداء صلاة الاستخارة في الثلث الأخير من الليل، لما فيه من فضل وبركة، وقرب من الله تعالى. كما أن الدعاء في هذا الوقت مستجاب بإذن الله. .
شروط قبول صلاة الاستخارة
لكي تكون صلاة الاستخارة مقبولة ومستجابة، يجب توافر الشروط التالية:
الإخلاص لله تعالى: يجب أن يكون الدافع لأداء الاستخارة هو طلب الخير من الله وحده، وليس الرياء أو السمعة. اليقين بالإجابة: يجب أن يكون لدى المسلم يقين بأن الله سيستجيب دعاءه ويهديه إلى الخير. حسن الظن بالله: يجب أن يحسن المسلم الظن بالله، ويعلم أنه سيختار له الأفضل. التوكل على الله: بعد الاستخارة، يجب أن يتوكل المسلم على الله ويسعى في الأمر الذي استخار فيه، مع الأخذ بالأسباب المشروعة. عدم الاستعجال: يجب على المسلم ألا يستعجل الإجابة، وأن يصبر ويثق بأن الله سيختار له الخير في الوقت المناسب. تكرار الاستخارة: إذا لم يتبين للمسلم شيء بعد الاستخارة الأولى، فيمكنه تكرارها عدة مرات.
أهمية الدعاء في صلاة الاستخارة
الدعاء هو لب الاستخارة وجوهرها. فمن خلال الدعاء، يتوجه المسلم إلى الله تعالى ليطلب منه الهداية والتوفيق. يجب على المسلم أن يدعو بقلب خاشع ولسان صادق، وأن يتضرع إلى الله بأن ييسر له الخير ويبعد عنه الشر.
يستحب للمسلم أن يدعو بالأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يكثر من الاستغفار والتوبة. كما يمكنه أن يدعو بما شاء من الأدعية التي تعبر عن حاجته ورغبته في الخير.
أمثلة على استخدام صلاة الاستخارة في الحياة اليومية
يمكن استخدام صلاة الاستخارة في مختلف جوانب الحياة اليومية، ومن الأمثلة على ذلك:
الزواج: إذا كان الشاب أو الفتاة مترددين في الزواج من شخص معين، فيمكنهما الاستخارة ليطلبوا من الله أن يهديهم إلى الخير. العمل: إذا كان الشخص يفكر في تغيير وظيفته أو قبول عرض عمل جديد، فيمكنه الاستخارة ليطلب من الله أن يوفقه إلى الأفضل. السفر: إذا كان الشخص يخطط للسفر إلى مكان ما، فيمكنه الاستخارة ليطلب من الله أن ييسر له سفره ويحفظه من كل سوء. شراء منزل أو سيارة: إذا كان الشخص يفكر في شراء منزل أو سيارة، فيمكنه الاستخارة ليطلب من الله أن يوفقه إلى الاختيار المناسب. اتخاذ قرارات مصيرية: في أي قرار مصيري يواجهه الشخص، يمكنه الاستخارة ليطلب من الله أن يهديه إلى الصواب.
متى لا يجوز الاستخارة؟
لا يجوز الاستخارة في الأمور الواجبة أو المحرمة، فمثلاً لا يجوز الاستخارة في أداء الصلاة أو الصيام، لأنها واجبة على كل مسلم. كما لا يجوز الاستخارة في فعل المحرمات، مثل شرب الخمر أو الزنا، لأنها محرمة في الشريعة الإسلامية.
الاستخارة تكون في الأمور المباحة التي يتردد فيها المسلم ولا يعرف وجه الصواب فيها. .
كيفية التعامل مع نتائج الاستخارة
بعد أداء صلاة الاستخارة والدعاء، يجب على المسلم أن يتوكل على الله ويسعى في الأمر الذي استخار فيه. فإذا شعر براحة نفسية تجاه أحد الخيارين، فإنه يميل إليه ويتوكل على الله فيه. أما إذا لم يشعر براحة نفسية، فإنه يبتعد عن ذلك الخيار ويبحث عن خيار آخر.
يجب على المسلم أن يعلم أن نتائج الاستخارة ليست بالضرورة أن تكون واضحة ومباشرة، فقد تكون هناك بعض الصعوبات والتحديات في البداية، ولكن مع الصبر والتوكل على الله، فإن الأمور ستتيسر وتتضح.
أهمية فهم كيفية صلاة الاستخارة ووقتها
إن فهم كيفية صلاة الاستخارة ووقتها وأحكامها يساعد المسلم على التوجه إلى الله في كل أموره. فبدلًا من الاعتماد على الحظ أو التخمين، يلجأ المسلم إلى الله تعالى ليطلب منه الهداية والتوفيق. وهذا يعزز ثقته بالله ويقوي صلته به. كما أن الاستخارة تساعد المسلم على اتخاذ القرارات الصحيحة والمناسبة، وتجنب الندم والحسرة في المستقبل.
الخلاصة: كيفية صلاة الاستخارة وطلب التوفيق من الله
في الختام، فإن كيفية صلاة الاستخارة ووقتها أمر يسير وميسر، وهي سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم. يلجأ إليها المسلم عندما يتردد في أمر من أمور حياته، ليطلب من الله أن يهديه إلى الخير ويريحه إلى الصواب. يجب على المسلم أن يخلص النية لله تعالى، وأن يدعو بقلب خاشع ولسان صادق، وأن يتوكل على الله ويسعى في الأمر الذي استخار فيه. تذكر دائما أن الله هو الهادي إلى سواء السبيل. ابدأ اليوم في تعلم المزيد عن دينك وشارك هذا المقال مع من تحب! .
مقالات ذات صلة
- تحويل رابط الى باركود: دليل شامل لإنشاء رموز QR بسهولة
- من مميزات استخدام برنامج مطور التطبيقات: دليل شامل
- شرح الدرس للطالب شرحا وافيا حدد نائب الفاعل: دليل شامل ومبسط







